الدكتورأحمد محمد الحوفي الذى يوضح فيها اصل عائلة الحوفى
وحدة الدم العربي في مصر
تلك الدماء العربية التي سرت في العراق والشام منذ زمن بعيد قبل الإسلام، ثم كانت أعظم سريانا بعد الإسلام، طبعت الإقليمين بطابع العروبة الذي لا طابع لهما سواه.
فهل كان الحال كذلك في مصر؟
نعم: وإذا كان هذا الطابع الذي تميز به العراق والشام لم يظهر واضحا في مصر قبل الإسلام كما ظهر في العراق والشام، فليس السبب انقطاع العلاقة بين جزيرة العرب ووادي النيل، بل مرجعه إلى بعد الوادي عن الجزيرة، لأن علاقة العرب بوادي النيل قديمة جدا، إذ كانت موجات الهجرة تفد إلى مصر عن طريق سيناء وبرزخ السويس، وتفد إلى السودان عن طريق باب المندب.
وقد كان بعض الهجرات إلى مصر سلميا، لا يتم إلا بإذن حاكم مصر ورضاه، حينما كان حكامها أقوياء، وفي الكتابات القديمة إشارات إلى هذه الهجرات وتلاحقها. وكان بعضها ممثلا في جموع كثيرة مغيرة، مثل الهكسوس، وهم الذين سماهم المصريون (شاسو) أي البدو، وكانوا ينتقلون في بادية مصر الشرقية بين النيل والبحر الأحمر، كما ينتقل بدو العصر الحاضر، وكانت لهم في سيناء وما يليها سيادة وحكومة من أقدم أزمنة التاريخ. ثم سنحت لهم فرصة وثبوا فيها على مصر وامتلكوها، وعرفت دولتهم بدولة الشاسو أو البدو، واليونان سموهم هكسوس، والعرب سموهم العمالقة أو العرب البائدة، وهم الذين أخرجهم أحمس من مصر حوالي سنة 1580 ق. م. بعد أن حكموها نحو قرن ونصف قرن. وقيل إنهم قدموا إلى مصر في أوائل القرن الثالث والعشرين قبل الميلاد، وما زالوا بها إلى أوائل القرن الثامن عثر قبل الميلاد، فقضوا في مصر نحو خمسة قرون.
ولقد يقرب مسافة الخلاف أن الهكسوس لم يغزوا مصر دفعة واحدة، بل كان غزوهم تدريجيا، واكتسبوا قوتهم بمرور الزمن، حتى حكموا مصر سنة 1730 ق. م. ولما طردهم أحمس الأول لم يزل نفوذهم الثقافي من مصر، بل استمرت ثقاتهم تطبع الحياة المصرية بطابعها الخاص إلى مدة من عهد الأسرة الثامنة عشرة.
والراجح أنهم عرب، كما قرر ذلك يوسيفوس المؤرخ الإسرائيلي المتوفى أواخر القرن الأول للميلاد، نقلا عن مانيثون المؤرخ الاسكندري المتوفى في أواسط القرن الثالث قبل الميلاد.
ودليل آخر أن العرب يسمونهم في كتبهم العمالقة. ثم إن لفظ هكسوس أصله (هيك شاسو)، وكان يظن أن معناه ملوك الرعاة، حتى تبين أن معناه ملوك البدو أو البادية، وهم العرب.
وقد جاء في الآثار المصرية القديمة أن الهكسوس وفدوا من بلاد العرب قديما.
ولقد كانت علاقة مصر بالفينيقيين- وهم عرب كما سيجيء- قديمة جدا، ترجع إلى الأسرة الثالثة- حوالي ثلاثين قرنا قبل الميلاد- إذ كانوا ينقلون إلى مصر خشب الأرز من جبال لبنان، ويعودون إلى بلادهم بحاصلات مصر ومصنوعاتها.
ثم فتح بلادهم تحتمس الثالث (1479- 1447 ق.م.) فصارت جزءا من الإمبراطورية المصرية إلى أن خرجت عليها مع سورية وفلسطين في عهد اخناتون (1375-1358ق .م).
ومع ذلك فإن علاقة الفينيقيين بقيت موصولة بمصر، وكثر وفودهم إليها، واستقروا في كثير من مدنها وقراها، وبخاصة في مدينة منف.
ويذكر هيرودوت وبلينيوس أن الأقسام الشرقية من مصر وخصوصا المتصلة بطور سيناء كانت مأهولة بقبائل عربية قبل زمنهما. ويذكر ديودور أن العرب كانوا يسكنون في المنطقة التي بين سورية ومصر، وفي الأرض الشرقية من مصر المطلة على البحر الأحمر، وأنها كانت آهلة بهم في أيامه ومن قبله. وقد أشار استرابون إلى هذه الحقيقة.
وتفند الكتابات العربية المعينية التي عثر عليها. وأقوال المؤرخين القدماء أن صلات العرب بمصر لا ترجع إلى الفتح الإسلامي، بل ترجع إلى ما قبله بزمن سحيق. على أن العرب كانوا يتجرون مع مصر، وكان رعمسيس الثالث (1200 ق. م.) ورعمسيس الرابع قد سهلا طرق القوافل بين بلاد العرب ومصر.
ولهذا كثر العرب في فقط ، وذكر استرابون أن نصف سكانها كانوا في زمنه (القرن الأول قبل الميلاد) من العرب، لأن مصر ضعفت بعد دولة الرعامسة. وطمع فيها جيرانها. وتوافد إليها العرب بأنعامهم، وسطوا على مدنها كما فعلوا من قبل، ونزلوا قفط وملكوها قرونا. ولم تكن قفط وحدها هي المعمورة بالعرب، بل كانت مدن كثيرة في صعيد مصر حافلة بهم منذ زمن استرابون إلى القرن الأول بعد الميلاد.
ولم ينقطع هذا الاتصال، حتى إن قبيلة حوتكة نزلت بمصر في العصر الجاهلى بعد نزاع بينها وبين غيرها.
لذلك كله عثر الباحثون في اللغة المصرية القديمة على ألوف من الكلمات العربية، وألف المرحوم أحمد كمال معجما كبيرا في ذلك، ما زال مخطوطا.
كذلك تبين من الآثار والنقوش التي عثر عليها حديثا أن الأنباط كانوا على صلات وثيقة بمصر.
ولما تم فتح الشام تفرق كثير من عرب غسان وعاملة وجذام، وكانوا قد تنصروا، ونزل بعضهم بشمالي سيناء بين مصر وفلسطين، وأقطعهم حاكم مصر الروماني ولاية تنير (صان الحجر)، وهم الذين انضموا إلى الروم والقبط في مقاومة فتح دمياط.
وحينما افتتح المسلمون مصر أقام بها جنودهم، وتكاثر الوافدون إليها من العرب، وتتابعت هجراتهم، واشتد اختلاطهم وامتزاجهم بمن أسلموا من أهل البلاد.
ويكفي أن نذكر من هذه الهجرات الجماعية- غير الجنود الذين أقاموا بمصر، واستوطنوها- عدة نماذج:
1. جموع الأمويين وأنصارهم الذين فروا إلى مصر خوفأ من تنكيل العباسيين بهم، ومنهم دحية بن مصعب الأموي الذي ادعى الخلافة سنة 166 هـ. وانضم إليه أكثر سكان الصعيد، وهزموا جيش الحكومة.
2. عرب الحوف، وهم جموع من قبيلة قيس، كان سبب قدومهم إلى مصر، أن عبيد الله بن الحبحاب عامل هشام بن عبد الملك على خراج مصر، كان من موالي قبيلة سلول القيسية، فكتب إلى الخليفة أن القيسية قلة بمصر، مع أن الخليفة شرفهم، ورفع من ذكرهم، واستأذنه في أن ينقل إلى مصر جموعأ منهم، ليساعدوا على نشر الإسلام، فأذن له الخليفة. فبعث إلى نجد يستحث أفواجا منهم إلى الهجرة، فقدم أول الأمر ثلاثة آلاف ما بين سنة104 هـ و 109 هـ (727- 732م)، وأنزلهم عبيد الله بالحوف الشرقي، ولهذا سموا عرب الحوف.
ولما علم إخوانهم بطيب مقامهم وتحسن حالهم وفدوا إليهم من البادية على دفعات، حتى إن عددهم في آخر عهد هشام بن عبد الملك، بلغ ألفا وخمس مئة، وصار في آخر العمر الأموي ثلاثة آلاف.
ثم قدم عليهم كثير من قومهم حتى بلغ عددهم في سنة 153هـ (770 م) خمسة آلاف ومئتين.
وما زالوا يتكاثرون بالولادة وبالقدوم عليهم، حتى صاروا خطرا على ولاة مصر. وليس أدل على كثرة عددهم من أنهم ثاروا على الولاة مرات فيما بين سنة 178- و 217 هـ (794 و 832 م)، ثم أخلدوا إلى السكينة وانتشروا بالدلتا، وامتزجوا بالأهلين امتزاجا تاما.
3. جموع من بني هلال ومن بني سليم، استقدمهم إلى مصر الخليفة الفاطمي العزيز بالله سنة 365- 386 هـ (975- 996 م) وأنزلهم بالصعيد شرقي النيل، ثم استنفرهم الخليفة الفاطمي المستنصر سنة 1036- 1094م للحملة على المعز بن باديس، وبقي بعضهم في مصر مثل بني عقبةإسنا وأسوان، ثم عادت هجرات منهم إلى مصر، منها الهنادي والبراغيث الذين وفدوا على مصر في القرن الثامن عشر.
وكذلك استقدم الفاطميون قبيلة سنبس، وهم من طيئ، كانوا ينزلون بفلسطين وكثروا هناك، واشتدت وطأتهم على الولاة، فاستقدمهم اليازوري وزير الخليفة المستنصر، فجاؤوا إلى مصر سنة 442 هـ (1050 م)، وأقطعهم البحيرة التي كانت بأيدي قبائل عربية أخرى، وصار لهم شأن أيام الفاطميين بالجيزة حول سقارة، والإمرة فيهم الآن (عصر القلقشندي 756-821 هـ للخزاعلة في بني سويف. ومقرهم في مدينة سخا بالغربية. وقد أقامت هذه القبائل في. مصر واندمجت بالسكان في الصعيد والدلتا، واحترفت الزراعة والرعي والتجار بة.
فلما قطع الخليفة العباسي المعتصم (218- 227 هـ) مرتبات الجنود التي كانوا يتقاضونها من خزانة الدولة اضطر الجنود الذين كانوا بمصر أن يكسبوا أرزاقهم من الزراعة والتجارة، فنشأ عن هذا تفرقهم في أصقاع مصر، وازدياد امتزاجهم بالأهلين، كما امتزج القيسيون وغيرهم من قبلهم.
ولا تزال ذراري هذه القبائل العربية منتشرة بمصر إلى اليوم، مثل أولاد علي بمحافظة البحيرة، والمعازة بالصحراء الشرقية، والحرابب بمحافظة الفيوم، والحويطات بالمطرية، وجهينة بالصعيد، والحوفية بمحافظة البحيرة، وكثير من أمثالها تحتفظ بأصولها وأنسابها العربية.
نشر في: الرسالة، السنة 22، العدد 92 0 1 (كانون ا* لأول/ ديسمبر 1964)، ص 0 2- 22
أضافة قام باعدادها الدكتور محمد عبد اللة الحوفى
نسب الحبحاب في لبنان إلى هوازن
نسب الحبحاب في لبنان إلى هوازن من طريق بني سلول أو أنهم من نسل مولى لبني سلول القيسيه. يذكر آل الحبحاب أنهم من نسل عبيد الله بن الحبحاب و أذكر أن أحدهم قد سأل عن نسب عبيد الله بن الحبحاب.
البيان والإعراب عما بأرض مصر من الأعراب المقريزي الصفحة : 22
ولم يكن بأرض مصر أحد من قيس قبل ذلك إلاّ من كان من فَهْم وعَدْوان فإنهما من قيس في جَدِيلة وهما ابنا عمرو بن قيس عيلان، اسمها جديلة بنت مُرّ أخت تميم بن مر. وفهم هذا قتلة أخوه عَدْوان واسمه الحارث فسمى عَدْوان، لأنه عدا على أخيه فهم. فوفد عبيد الله بن الحبحاب مولى بني سلول عامل هشام ابن عبد الملك على أخراج مصر على هشام، فسأله أن ينقل إليها من قيس أبياتاً، فأذن له هشام في الحاق ثلاثة آلاف منهم وتحويل ديوانهم إلىمصر، على أن لا ينزلوا بالفسطاط ففرض لهم ابن الحبحاب وقدم بهم فأنزلهم الحوف الشرقي وفرقهم فيه. وعن الهيثم بن عدي قال: حدثني غير واحد أن عبيد الله بن الحبحاب لما ولاه هشام مصر قال ما أرى لقيسٍ فيها حظاًّ إلا لناسٍ من جديلة وهم فهم وعدوان، فكتب إلى هشام...
وفي ص 39 يضيف:
ظل أعقاب سبأ يمثلون الغالبية من عرب مصر، حتى قام عبيد الله بن الحبحاب، عامل الخراج في مصر في زمن خلافة هشام بن عبد الملك "105-125ه"، وكان عبيد الله من موالي قبيلة سلول القيسية، فطلب إلى الخليفة هشام أن يأذن له في تسيير جماعات من قيس إلى مصر، فأذن له في إلحاق ثلاثة آلاف منهم وتحويل ديوانهم إلى مصر، على ألا ينزلوا بالفسطاط. فبعث ابن الحبحاب إلى بوادي نجد يستحث أفواجاً منهم للهجرة -وقد حدث هذا في فترات تقع بين سنتي 109، 114ه -وأنزلهم في بلبيس، واستمرت أفواجهم تترى إلى ما بعد زمن الحبحاب، إذ نجد منهم قبائل قيسية تتوافد على مصر في ولاية الحوثرة بن سهيل الباهلي "وباهلة من قيس" الذي ولى مصر سنة 128ه. وفي سنة 153ه أحصى عددهم فوجدوا 5200 أهل بيت صغيراً وكبيراً.
ولم يكن تشجيع القيسية الذي أقرته سياسة الدولة، على هذه الصورة، وليد صدفة واتفاق، وإنما كان في الغالب مدفوعاً بعوامل أهمها:
أولا الحد من سيطرة العنصر السبئي الذي كان ما زال يمثل الغالبية من عرب مصر، فقد كان إحداث التكافؤ بين العنصرين، في الحوف الشرقي أولا: مما يخفف من الأخطار التي قد تنجم من تفرد أعقاب سبأ واستئثارهم بالنفوذ، ولا سيما وقد ثبت لدى ولاة بني أمية، أنهم على استعداد لإثارة الفتن والوقوف إلى جانب الفئات المناوئة للحكم الأموي، كالزبيرين والعلويين والخوارج.
ثانياً رأي عبيد الله بن الحبحاب، وهو العارف الخبير بشئون الخراج، أن في تعمير منطقة بلبيس فرصة لاستغلالها، فاختار لهم هذه المنطقة، ولم يكن بها أحد، وأمرهم بالزرع. ولعل القيسية هم أول من مارسوا الزراعة من عرب الشرقية.
وتابع أيضا: ثالثاً كان عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، قد حرم ملكية الأرض على الجنود الذين فتحوا الأمصار وسكنوها، حتى ينصرفوا إلى واجبهم الحربي وحده، ثم كان القيسية أول من أُذن لهم في ملكية الأرض واستغلالها كما أسلفنا، أما معظم القبائل السبئية، فقد انصرفوا عن الحياة الزراعية زمنا بعد استقرار القيسية في بلبيس ، وربما يعزى هذا إلى ميل هذه القبائل إلى سكنى الأطراف بعيداً عن أرياف مصر وقراها. وهذا قد يفسر لنا لماذا كان انتشار الإسلام في مصر، في المرحلة السابقة، أعني في القرن الأول الهجري، قليلاً محدود الأثر، ذلك أن اختلاط أعقاب سبأ بسكان الريف والقرى كان قليلا، ومن الجائز أن تكون حركة توطين القيسية في الحوف الشرقي كانت تستهدف-أيضاً- نشر الإسلام وتقوية شوكته في مصر. وسواء أكان هذا مقصوداً منذ البداية أم لم يكن، فلا مراء في أن توطين القيسية، واشتغالهم بالزراعة، قد ساعد على اختلاطهم بالأهالي، في المناطق البعيدة والمجاورة، فكان ذلك عاملاً من عوامل نشر الإسلام. وفي هذا يقول المقريزي: "ولم ينتشر الإسلام في قرى مصر إلا بعد المائة من تاريخ الهجرة، عندما أنزل عبيد الله بن الحبحاب مولى سلول قيساً بالحوف الشرقي. فلما كان بالمائة الثانية من سني الهجرة كثر انتشار المسلمين بقرى مصر ونواحيها".
________________________________________
. أن هوازن يحملها الكثير ما لا تحتمل بس ياترى مين الذي يفعل هذا?
هل هم ياترى أحفاد بني هلال في المغرب... أم هم أحفاد بني كلاب
( عرب الجيس أو القيس) في شمال الشام و إلا قبائل جزيرة العرب مع أن الجميع أو النسابة المعتبرون يقولون بهجرة هوازن عدى عن عامر اللذين لم يعد يطرق عليهم طارق أي فقط بأعداد لا تذكر في الحجاز و ديارهم الأصلية. و بالمناسبة فهذا ألاحظه عند بعض أبناء قبائل الجزيرة أن تاريخ القبائل و أنساب العرب يحتكرونها لأنفسهم -مثالها هوازن- و ينفون نسب الباقي لت_